قال مدير مديرية منظمة التجارة العالمية في وزارة الاقتصاد بدر كوجان إن "انضمام سورية إلى المنظمة وتحرير التجارة الخارجية الذي سيتبعه سيكون ذا تأثير ايجابي على مجمل النشاط الاقتصادي في سورية".
وأضاف كوجان في تصريح صحفي الأربعاء إن "هذا ما تؤكده النظرية الاقتصادية وما أثبتته تجارب الدول النامية التي أعادت النظر في الإجراءات والقيود التي كانت تكبل اقتصادياتها ومنها الإجراءات التي هدفت إلى تحرير تجارتها الخارجية".
وأصدرت الحكومة السورية مؤخرا العديد من القرارات الهادفة إلى تحرير السوق السورية والتجارة الخارجية
بما يتوافق مع متطلبات النهج الاقتصاد الجديد للبلاد.
وتابع كوجان أنه "بناء على تفاوضات مع منظمة التجارة العالمية سيتم وضع لائحة بالتنازلات الممنوحة من قبل الدولة طالبة الانضمام", مشيرا إلى أنه "من المتوقع ألا تطالب الدول المتقدمة صناعيا سورية بمنحها ميزات كبيرة مقابل الميزات التي ستتمتع بها سورية لان المنتجات السورية سوف لن تمثل بالنسبة لهذه البلدان تهديدا كبيرا".
وكانت دول الاتحاد الأوروبي أعفت مؤخرا من جانب واحد المنتجات الصناعية السورية من الرسوم الجمركية دون أن تطلب امتيازات مقابلة من سورية.
وفي السياق ذاته, قال كوجان إن " من شأن عودة سورية إلى منظمة التجارة العالمية دفع الإنتاج الوطني إلى الأعلى نتيجة توفير الأسواق الخارجية للمنتجات السورية عن طريق تمكينها من الاستفادة من معاملة الدول الأكثر رعاية".
وتعتبر سورية من الدول المؤسسة لمنظمة التجارة العالمية إلا أنها انسحبت ودولا أخرى منها احتجاجا على انضمام إسرائيل إليها.
ومن جانبه, قال مدير الاقتصاد في دمشق صفوح نابلسي لـسيريانيوز إن "أهم ميزة لدخول منظمة التجارة العالمية هو انفتاح الأسواق العالمية أمام المنتجات السورية بواقع 152 دولة تقريبا", إلا أنه أشار إلى أن " هناك مواصفات قياسية وأسعار معينة سيطلبونها للمنتجات والتصدير سيتم وفقا للمعايير العالمية وليس وفقا لمعاييرنا".
وكانت وزارة الصناعة أطلقت منذ يومين مشروع تعزيز الإدارة والإمكانيات والبنية التحتية للجودة في سورية بتمويل من الاتحاد الأوروبي مما يمكن سورية تحقيق متطلبات اتفاقية الشراكة الأوروبية والانضمام إلى منظمة التجارة العالمية.
وأضاف النابلسي أن "المنتج السوري بوضعه الحالي لا يستطيع المنافسة وبالتالي دخول منظمة التجارة العالمية دون تحسين تنافسية المنتج السورية لا يعني شيء فهم يفتحون أسواقهم لكن ضمن معاييرهم لا معاييرنا".
وحول الحلول الممكنة لدخول منظمة التجارة دون تأثير على المنتج السوري والأسواق السورية, قال النابلسي إن " الحل يكمن في تحسين التنافسية التركيز على دعم قطاع صناعي معين حتى يمكن المنافسة فيه في أسواق الدول الأخرى", مشيرا إلى أن " هيكل الصادرات في سورية مشوه وهيكل الواردات غير مصدق وفقا للمعايير الدولية ولابد من إصلاح هذا الخلل".